التاريخ يشهد : بقلم المستشار في القانون الدولي الدكتور قاسم حدرج

عاجل

الفئة

shadow
يوم 7 اكتوبر كان يوما بألف سنة مما تعدون فقد تكفلت احداثه في اعادة عقارب الزمن الى ألف سنة خلت وبحيث شهد العالم على ساحة غزة مجموعة من المعارك التاريخية التي خيضت على هذه البقعة الجغرافية فتجسدت اليوم حقيقة واقعة تدور احداثها مجددا بأسماء وعناوين اخرى وعلى سبيل المثال فأن هذه الأرض شهدت غزوا غربيا من كافة انحاء اوروبا ارتكبت خلاله افظع المجازر تحت شعار حماية الحجاج المسيحيين من ظلم المسلمين وها هو اليوم العالم الذي يدعي بأنه حامل مشاعل الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان يجتمع تحت راية الصهيونية بحجة ان قاعدة الديمقراطية في الشرق الأوسط قد تعرضت لهجوم من البرابرة فحضر الاميركي والبريطاني والفرنسي والالماني وحشدوا قواتهم للدفاع عن البصاقين في وجه الحجاج المسيحيين وحاولوا اقناع العالم بأن دماء عشرة الاف طفل فلسطيني هي قرابين مقدسة يجب ان تقدم على مذبح الصهيونية لتحيا الأنسانية وفي مشهد أخر من التاريخ رأينا المنافقين من المسلمين يرفعون المصاحف على أسنة الرماح هاتفين لا حكم اليوم الا للأله اميركا ،تلك الرماح التي ما زالت تقطر دما من دماء السوريين والعراقيين واليمنيين اصبحت عامودا ترفع عليه الرايات البيضاء بوجه الصهاينة وتحول حامليها من مفتي جهاد ضد ابناء امتهم الى دعاة سلام يحرمون على المجاهدين المس بتلابيب الشيطان وأولوا ايات الله التي تدعوا الى قتال اتباع الشيطان ونصرة الحق وحولوها الى تاريخ قد مضى واستحدثوا أيات شيطانية القوها على مسامع اتباعهم فسحروا بها نفوسهم الضعيفةدافعوا فيها عن الجلاد وأدانوا فيها الضحية .
مشهد أخر من التاريخ ولكن هذه المرة بصورته الناصعة وهو من واقعة الاحزاب حيث اجتمع العالم السفلي كله على غزة يريدون اطفاء جذوة المقاومة فيها فأشار قاسم سليماني الفارسي بحفر الانفاق كي تكون حائلا دون وصول الاعداء وعندما نجح احدهم بأجتياز النفق وقال هل من مبارز فتتعتع المصري والاردني والخليجي وانكشفت سرائرهم بأنه لم يؤمنوا يوما بأن الجهاد باب من ابواب الجنة لم يخرج له هذه المرة علي بن ابي طالب بل خرج له أبو عبيدة وأبو هادي وأبو جبريل والخزعلي والكعبي كلهم يحملون سيف ذوالفقار هاتفين نحن له يا فلسطين 
فكانت موقعة غزة هي الميزان بين الحق والباطل بين الأيمان كله والشرك كله 
وعندما تطل على غزة ستعاين مشهدا من التاريخ سمعت عنه ولكنك لم تره سترى النساء والاطفال في مخيم فيه بضعة رجال والعدو يحيطهم من كل جانب يمنع عنهم الغذاء والماء ويرميهم بسهام مشتعلة تروعهم وتحرق خيامهم ويستقبلون كل ساعة 
افواجا من الشهداء اجل ايها السادة انها كربلاء فما يحصل في غزة هو نسخة من تلك الواقعة ،الاعداء هم الاعداء الادعياء هم الادعياء ولكن وكما انتصر الدم على السيف وتكفلت بحفظ الرسالة السماء فهكذا ستكون نهاية كربلاء غزة نصر وأباء شموخ وكبرياء ونصر معمد بالدماء .
ويومها سيتم  اعلان الانتصار المبين فترتفع في سماء فلسطين صيحات الله اكبر على وقع اصوات اجراس الكنائس فترى المسلمين يحجون الى كنيسة المهد والقيامة ويتوجه المسيحيون الى المسجد الأقصى في الوقت الذي يجتمع فيه ريتشارد بريطانيا وابو سفيان العرب في خيمة الاحزان يعضون اناماهم من الغيظ لرؤية شعب فلسطين مسيحيين ومسلمين متعانقين ويزداد غيظهم عندما يرون المجاهدين من الشيعة وهم مصطفين خلف أمام سني يؤدون صلاة النصر وعند صلاة العصر يصطف مجاهدي فلسطين ليصلون خلف أمام شيعي مهللين مكبرين متحدين على مذهب المقاومة .
ايها السادة لقد جاء في القول المأثور 
ما نال مرتبة الخلود بغيرِ تضحيةٍ رضيَّة عاشت نفوسٌ في سبيل بلادها ذهبت ضحيَّة. وهكذا نحن نقدم نفوسا أبية على مذبح القضية فنحيا نحن وهم أموات ولكن لا يشعرون .
ونحن نؤمن بأن الإنجاز العظيم وليد تضحية عظيمة، ولا يمكن له أن يكون وليد أنانية قبيحة فلا تقولوا لنا ما لنا ولغزة فنحن ابناء رب واحد أمرنا بأن نكون كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعت له باقي الاعضاء بالمؤازرة والمساندة 
فأن تركنا اهل غزة يموتون وحيدين لا ابقانا الله بعدهم فقتلة في عز خير من الف حياة بذل ونحن اخترنا طريقنا وبأن نسلك طريق الحق ولو كنا لوحدنا فيكفي ان طريق الحق هي طريق الله ونعم بالله رفيقا وسنترك للتاريخ ان يشهد بأننا لم نكن مع المنافقين او الصليبيين او الخوارج بل كنا مقاومين ننصر الحق دون ان نلتفت الى مذهب او دين فهكذا أمرنا رب العالمين .

الناشر

1bolbol 2bolbol
1bolbol 2bolbol

shadow

أخبار ذات صلة